تعود تسمية الصنوبر الحلبي إلى سنة 1768، حيث أطلق عالم النبات الاسكتلندي فيليب ميلر هذه التسمية نسبة إلى حلب بسوريا.

والصنوبر الحلبي هو نوع نباتي شجري برّي منتشر بجبال المشرق العربي وصولا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا، إلى جانب انتشاره بمناطق حوض البحر الابيض المتوسّط وخاصّة بجبال المغرب العربي، لنجده بكلّ من المغرب، الجزائر وتونس.

وقد تعدّدت استخدامات شجرة الصنوبر الحلبي، حيث تستعمل جذوعه كخشب لصنع النوافذ والأبواب وهذا راجع لصلابته، في حين تستعمل الحبات التي يوفّرها الصنوبر الحلبي والمعروفة باسم "العفس" في صباغة الشعر.

إلاّ أنّه في تونس، تمّ إدراج منتوج هذه النبتة ضمن المطبخ التونسي، حيث أطلق عليها تسمية "الزقوقو"، لتكون من أشهر الحلويات في بلادنا، أين يتمّ إعداد "عصيدة الزقوقو" احتفالا بالمولد النبوي الشريف.

وللسائل أن يسأل عن تاريخ ظهور "الزقوقو" في تونس، ليجد أنّ هذه الأكلة ارتبطت أساسا بسنوات المجاعة في بلادنا، حيث ظهرت في أواخر القرن 19 وتحديدا منذ 1864، وقد اكتشف أهالي الشمال الغربي تشابه بذور "الزقوقو" ببذور "الدرع" المستخرج من حبوب القمح والشعير، والتي قلّت في تلك الفترة، فكان استعمال "الزقوقو" كحلّ لمقاومة المجاعة.

ولعلّ عناء الحصول على بذور الصنوبر الحلبي "الزقوقو" وعمليّة استخراجه التي تستوجب استعمال الأفران التقليديّة دفع بالتونسيّين للاستغناء عنه مع انتهاء المجاعة، ليعودوا إليه في السبعينات من القرن الماضي.

ومن المفارقات أنّه رغم ارتباط بذور الزقوقو بالمجاعة في الوقت السابق، أصبحت اليوم أفضل الأكلات الدالة على الرفاهة، ليربط التونسيّون تناول عصيدة الزقوقو بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، فيتفنّنون في تزيينها باستعمال الفواكه الجافة المتنوّعة.

وللإشارة فإنّ المناطق التي تعرف أكثر انتشار لأشجار الصنوبر الحلبي في بلادنا هي ولايات الكاف، سليانة والقصرين، أين خلق متساكنيها مورد رزق لهم من جمعها وبيعها.