تتشابه الدولة المغاربية في العادات والتقاليد التي لها علاقة بالأعياد الاسلامية، من ذلك الاحتفال بعيد الأضاحي. حيث تتوحّد في طرق التحضيرات والاستعدادات لهذا الموعد الاستثنائي بشراء الأضاحي والتسوّق واقتناء المستلزمات من أدوات وخضر وغيرها من المكونات التي تؤمّن أطباقا مميّزة تحمل نكهة العيد.

في تونس تكون "الرحبة" نقطة لقاء العديد من التونسيين لتقليب المواشي واختيار أفضلها بين الكبش الغربي، أو العربي أو الشركي. أما في المغرب تشهد العديد من الزرانب إقبالا كبيرا ويدور الاختلاف حول الحولي المغربي السردي، البركي، تمحضيت أو الدمان.

نفس الاستعدادات تقريبا لعيد الفدية أو التضحية كما يحلو للعائلات الليبية تسميته. وهو ما نجده أيضا في الجزائر.
يوم العيد مبارك تنطلق ساعاته الأولى بارتفاع أصوات المآذن في مختلف المساجد بالتكبير والدعاء، لتكون الخطوة الموالية تبادل التهاني بين الأقارب والأصدقاء والجيران.


أمّا عن الأجواء التي تدور وسط العائلة، فإن العادات تختلف من بلد إلى آخر، حيث تجتمع العائلة التونسية صباح يوم العيد على طبق المشوي والقلاية في حين تخصّص ربة البيت فترة ما بعد الظهر في تحضير العصبان.

ليكون الطبق الرئيسي لليوم الموالي كسكسي بالعصبان. في المقابل ينغمس الشبان في شواء رأس الخروف أمام المنازل لتكون الهرقمة إحدى الأطباق الرئيسية أسبوع العيد.
في المغرب، يقبل أهالي مراكش صباح العيد على تناول الهربل كوجبة فطور وهي مكونة من قمح غير مطحون ممزوج بالحليب والزبدة، ليكون الزنان، الذي يجمع العائلة المغربية بعد ذبح الأضاحي.

وبخصوص طبق الكسكس المغربي فهي الطبق الرئيسي للغذاء حيث يتمّ تحضيره بالكتف اليمنى للأضحية.
في الجزائر، ونظرا لكبر مساحتها، فإنّ العادات والتقاليد تنقسم حسب الجهات، حيث يعيش أهالي المناطق الشرقية الجزائرية أجواء العيد مثلهم مثل التونسيين، في حين تتفق عادات المناطق الغربية الجزائرية مع عادات أشقائنا بالمغرب الأقصى لتنفرد المناطق الوسطى بعاداتها الخاصّة، لكن المتفق عليه في الجزائر عموما هو شواء اللحم على الفحم مباشرة بعد عملية الذبح.


وفيما يتعلّق بالأطباق، فإنّ الملفوف طبق العيد بجنوب الجزائر وهو كبد مشوي مقطع مربعات متوسطة الحجم تلف بقطع من الشحم ويعاد شوائها مرة أخرى قبل تقديمها مع الشاي الأخضر بالنعناع.
إلى جانب البوزلوف وهو رأس الخروف وقوامه المشوية على الحطب والمقطعة والتي يتم سلقها واستكمال طهيها في الفرن بعد إضافة التوابل.
أما الطبق المميز الثالث فهو البكبوكة أو الكمونية وهي مرق يحضر من زوايد الخروف بطرق مختلفة حسب المنطقة والعائلة.
هذا ويتبادل الجزائريون التهاني والمعايدات مساء يوم العيد بتبادل الزيارات وتقديم الشاي والحلويات التي يتمّ صنعها على الطريقة التقليديّة الأصيلة مثل المقروط والقريوش.
في ليبيا يتميّز أهالي طرابلس ونفوسة بتحضير خبز العيد "غروم" وهو عبارة عن رقائق من فطائر تحضر من دقيق القمح وتطبخ في الفرن ثمّ تخلط بالسكر وزيت الزيتون وتقدّم في أواني فخارية.

ليكون المشوي والقلاية، أكلة العيد الليبية شئنها شأن الدول المغاربية، إلى جانب البازين المسمّى على المناطق الغربية، أمّا المبكبكة فهي ثالث أكلة شعبية ليبية يمكن تقديمها بمناسبة العيد.
أطباق متنوّعة وتسميات متشابهة ترسّخ وحدة الدول المغاربية في العادات والتقاليد وترسخ مفاهيم الاحتفالات العربية الاسلامية في العالم.